تنبيهات

خَفَاجِي .. جواهرجي النشيد الوطني

خَفَاجِي .. جواهرجي النشيد الوطني

أحوال المعرفة: خاص

ليس اسما عابرا، بل بصمة حقيقية أثرت في الشعر السعودي تأثيرا تصاعديا عبر مسيرته الكتابية، وما زالت كلماته تمثل نظرة جميلة تحلق بنا إلى أجواء افتقدناها منذ سنين، عمل في أكثر من منطقة سعودية وأخذ من كل مكان لهجته، يتمتع بجمال فني حر في يتمثل في كتاباته الممتعة على مدى خمسة وثلاثين عاما قضاها في خدمة موروث بلاده، لقب بالـــ « جواهرجي » لأنه ينتقي مفردات قصائده كما ينتقي صانع المجوهرات الماهر الجواهر عند صناعة قطعة ثمينة، وعده المراقبون من أفضل الشعراء في أجيال تعاقبت على المشهد الثقافي السعودي.

عمله في تقديم الأعمال الجميلة أهله لكي يكون هذا الجواهرجي الذي لا يعمل إلا في مجال القطع الثمينة، شاعر سعودي معاصر من منطقة الحجاز، من رواد الشعر الشعبي والغنائي، عُرف بتنظيمه لقصائد مرتبطة بالبيئة الثقافية السعودية التي تستمد نصوصها من مخزون شعبي كبير لألوان يماني الكف والصهبة وباقي الألوان والموشحات الفلكلورية في الحجاز، لم تغير الحياة ولا التطور الذي مر بالأغنية السعودية والخليجية شاعرنا الكبير بتخطي ماهو لائق وغير محترم، فكان مثالا للالتزام الفني في كل أعماله، وكان له الفضل في كتابة النشيد الوطني السعودي عام ١٤٠٤ هـ.

مولده ونشأته

 إبراهيم حسين خفاجي، من مواليد مكة المكرمة في حارة سوق الليل عام ۱۹۲۷م، درس في مدارس الفلاح بمكة المكرمة وينحدر من أسرة أدبية علمية ثقافية.

 قال عن نشأته « ولدت في حارة سوق الليل، حيث ولد الرسول وهذا يكفيني، أو حي شعب بني عامر الذي اشتهر بالحصار المفروض على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته في شعب بني عامر في أسرة ترتبط بعلاقة وثيقة بالثقافة والأدب والفن، فوالدي وجدي لأبي كانا عاز في ناي في فرقة النوبة ( الشرطة)، كما كان خالي أحمد الشعار وجده لوالدته إبراهيم الشعار عازفي ناي أيضا، كما اشتهرت منطقة سوق الليل في مكة المكرمة في تلك الحقبة بضم أشهر الفرق المؤدية لغناء يماني الكف، فعاصرت حسن جاوة، وفهيد أبو حميدي، وإسماعيل كردوس، ولم تكن تجارة والدي وعمي في صياغة الذهب تحقق مردودا ماليا بسبب الحرب العالمية الثانية، فقررت أن أبحث عن عمل وتركت حلقات العلم واتجهت لمدرسة اللاسلكي والشعر، ليس كرها في العلم في الحرم، إذ يكفيك أن تخرج نصف عالم من الدروس التي كانت موجودة في تلك الأيام، ولكن الحاجة وضيق ذات اليد دفعاني للهروب من الفقر في وقت كانت فيه الحكومة توزع على الناس السكر والشاهي والخبز لكي لا يموتوا جوعا، ولم يكن هناك أحد معه فلوس في تلك الأيام، كانت زفة الموية بست هللات والقربة بريال في الشهر مع أن الراتب لا يتجاوز ١٥ ريالا فقط. لذلك عندما يسألونني الآن عن سبب عدم بيعي لكلماتي أعيدهم وأذكرهم بالبيعة التي أتحملها في رقبتي لهذا الوطن الذي عشت معه خطوات البناء والانتقال يوما بيوم وسأظل وفيا له بكلماتي حتى يتغمدني الله برحمته» .

موهبته وأعماله 

يقول الشاعر إبراهيم خفاجي عن حياته العملية «بسبب الظروف الاقتصادية الطاحنة، قررت أن أبحث عن عمل وشاءت الأقدار أن أجد وظيفة في إدارة اللاسلكي (البرقيات) في عام ١٣٦١هـ أي عندما كان عمري في ذلك الوقت ١٦ سنة، ووجدت من يتعاطف معي حيث تم رفع عمري إلى ١٨ عاماً من أجل أن أتمكن من الحصول على الوظيفة وبالفعل أكرمني الله بذلك، ودخلت دورة تدريبية مكثفة للتعامل مع البرقيات والاتصالات اللاسلكية عندما كانت بدائية في ذلك الوقت وكان عملاً شاقاً جداً وكان الأجر على ما أذكر ١٥ ريالاً في الشهر، تخرجت من هذه الدورة وانضممت إلى فريق العمل حيث عملت في ذلك الوقت في مقر اللاسلكي بمكة المكرمة، ثم تم نقلي إلى منطقة (قرية) على الحدود السعودية الكويتية، ومما أذكره أنني كنت أنظم أبياتا صغيرة وأنا أذهب إلى المنطقة الشرقية على السيارة في طريقي إليها، كانت المسافة من مكة المكرمة إلى هناك تتطلب من ثلاثة إلى خمسة أيام بالسيارة، هذه المنطقة المعروفة باسم «قرية »تفصلها عن الكويت ساعة ونصف بالسيارة وبقيت هناك قرابة 11 عاماً أتنقل من منطقة لأخرى لكنها جميعاً في المنطقة الشرقية وفي إدارة اللاسلكي. وأضاف خفاجي، كان الدخل الشهري متواضعاً ولكوني بعيداً عن أهلي وأقاربي فكان هناك متسع من الوقت لكي أعمل مخلصاً جمركياً في المنافذ خارج ساعات العمل الرسمية في اللاسلكي وهذا حقق لي مكاسب عدة حيث تعلمت كيفية التخليص الجمركي وحصر العهد وجردها وتسليمها وهذا أكسبني مهارة فائقة والحمد الله، كما كونت دخلاً مالياً إضافيا ساعدني على الوفاء بالالتزامات المالية الأسرية.

 وفي عام ١٣٧٢هـ التحقت بمعهد الإدارة في القاهرة وحصلت على دبلوم في إدارة الاعمال والإدارة المالية. وفي عام ١٣٧٣ هـ تم نقلي إلى قسم الأخبار بالنيابة العامة حيث أنشأنا قسماً للأخبار في اللاسلكي وتحديداً إبان الثورة المصرية وكنا نتابع الأخبار التي تجري في الساحة المحيطة في المملكة، وقد تم تعيين مترجم معي في هذا القسم وكنا نؤدي عملنا وفقا لما تتطلبه المصلحة العامة في ذلك الوقت، بعد ذلك تم نقلي إلى قسم الاستماع في الإذاعة السعودية.

 وأشار بقوله: لم أستمر طويلاً في هذا القسم لظروف وعوامل تلك الفترة وفي عام ۱۳۷۳ هـ انتقلت للعمل في وزارة الصحة في وظيفة محاسب وبقيت فيها فترة لاسيما أنه كان لدي خلفية كبيرة أثناء عملي في التخليص الجمركي على الحدود السعودية الكويتية وعلى هذه الخلفية تم تعييني محاسباً في وزارة الصحة، ترقيت في مجال عملي حتى وصلت الى رئيس قسم المحاسبة، ثم رئيسا للمحاسبة، فوكيلا للإدارة المالية في وزارة الصحة وكان ذلك في عهد وزير الصحة رشاد فرعون، بعدها حدثت ظروف صحية لوالدي ووالدتي ألزمتني أن أبقى بجوارهما في مكة المكرمة وبالفعل تقدمت بطلب النقل لأعمل مفتشا مركزيا بوزارة الزراعة والمياه بالمنطقة الغربية عام ١٣٨٩ هـ وظللت في هذا المنصب حتى إحالتي الى التقاعد في نفس العام ١٣٨٩هـ بناء على طلبي، ومنذ ذلك الوقت وأنا متقاعد عن العمل أمارس حياتي الطبيعية حتى الآن، بعد خدمة تقارب الـ ٢٥ عاما.

 كتابة النشيد الوطني 

استغرق منه كتابة النشيد الوطني أكثر من ستة أشهر، وعن تكليفه بذلك يقول: « في تلك الفترة كان الملك خالد -رحمه الله - في زيارة إلى جمهورية مصر العربية، وبينما كان جلالته في المنصة الرئيسية عُزف السلامان السعودي والمصري، وكان السلام السعودي عبارة عن موسيقى فقط، أعدت منذ عهد الملك عبد العزيز، فطلب جلالته آنذاك من المختصين إعداد كلمات لنشيد وطني يكون مطابقاً للموسيقى في ذلك الوقت وكان لي شرف ذلك وبدأ بثه رسمياً اعتباراً من يوم الجمعة ١- ١٠ - ١٤٠٤هـ.

حيث أصغى السعوديون لأول مرة للنشيد الوطني بلحن وإيقاع السلام الملكي في افتتاح البث الإذاعي والتلفزيوني ليكون، بعد ذلك، النشيد الأكثر بساطة وتعبيرا والأوسع انتشاراً على ألسنة السعوديين.

وترتبط مدلولات النشيد الوطني البسيطة، بفكرة الدولة السعودية القائمة على مبدأ «المعاصرة والأصالة» ، من خلال معنى «سارعي للمجد والعليا»، «ومجدي الخالق -السماء» ،ومضمون الدين والوطنية في الكلمات التي يعبرّ عنها النشيد. كما ترتبط كلمات النشيد، صوتياً، بلحن السلام الملكي نفسه الذي كان هدية من الملك فاروق إلى الملك عبد العزيز أثناء زيارته إلى مصر عام ١٣٦٥هـ. 

حيث عُزف السلام الملكي السعودي لأول مرة بمناسبة الزيارة، بعد أن أعده لحناً عبد الرحمن الخطيب.

 ويقول سامي إحسان رفيق درب الشاعر إبراهيم خفاجي: إن خفاجي هو شاعر الوطن، ويرى أنه بين الأصالة والانتماء في النشيد الوطني، معللا ذلك بأنه يكتب بعاطفة صادقة وولاء.. ويقول عنه إنه لم تمر مناسبة إلا وكتب لها، ويضيف: أصعب ما يكون على الشاعر أن يكتب للوطن مؤكداً أن خفاجي تمكن من ربط الكلمات باللحن بصورة عجيبة بحيث تكون معـّة عن أهم مضامين الوطن السعودي وما يدل عليه رمز العلم.

 قالوا عنه 

يقول هاني ماجد فيروزي مؤلف كتاب إبراهيم خفاجي (إبداع له تاريخ ) إن الخفاجي رجل أثرى المناخ الثقافي بمشاركاته وكتاباته ومنظوماته حيث لعب في فترة زمنية دوراً في مسيرة النص الغنائي باعتباره أحد الأقطاب الأربعة الذين حددوا مسيرة الأغنية السعودية الحديثة وهم صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل والسفير الشاعر محمد الفهد العيسى والكاتب الغنائي محمد طلعت وإبراهيم خفاجي .

وقال الأمير بندر بن محمد نائب رئيس أعضاء شرف نادي الهلال، عندما نتكلم عن ابراهيم خفاجي فنحن نتكلم عن علم من أعلام المملكة في مجال الشعر خاصة والأدب بشكل عام بل وحتى المجال الرياضي، لخدمته البلاد في كل هذه المجالات، ونحن كهلاليين نعتز كثيرا بهذا الرجل لخدمته الهلال والذي قدم أفكاره وتطلعاته وخبراته، ولاسيما أنه شاعر مبدع وعلم بارز من ضمن الكوكبة الهلالية التي تفانت في خدمة الهلال، خفاجي كعلم بارز يحتاج منا إلى مجلدات حتى نوفيه حقه. تكريمه 

منح ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى مع البراءة الخاصة بها عام ١٤٠٥هـ من الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - ، تقديرا لمجهوداته في وضع كلمات النشيد الوطني للمملكة.

 كما كرمته جامعة أم القرى في ذي القعدة ١٤١٦هـ لنجاحه في وضع كلمات أوبريت (عرائس المملكة). وكرمته جمعية الثقافة والفنون بجدة في شعبان ١٤٢٠هـ لعطاءاته المتميزة في عالم الأغنية السعودية.

 وفي شهر شوال من عام ١٤٢٥ هـ كرمته إثنينية عبد المقصود خوجة، وهو رئيس اللجنة المشرفة على إعداد (الموسوعة الصوتية للتراث السعودي 1/1426هـ). وكان أول رئيس الجمعية الفنون بالمنطقة الغربية.

 و كرمه النادي الأدبي بـ مكة المكرمة عام ١٤٣١ هـ. كما تم تكريمه عام ١٤٣٣ بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى. وأخيرا كرم من قبل المهرجان الوطني للجنادرية 27 .

 ليلة خالدة 

تحولت ندوة تكريم شخصية العام في المهرجان الوطني للتراث والثقافة ۲۰۱۲ الشاعر إبراهيم خفاجي خلال حفل افتتاح النشاط الثقافي للمهرجان في دورته السابعة والعشرين، إلى ليلة ثقافية لا تنسى. وأشعل شدو الفنان محمد عبده بعده مقاطع من كلمات خفاجي الحضور ودفعهم لتصفيق متواصل، مواكبين الغناء الذي كسر به عبده حاجز الرتابة في الندوات الثقافية. وما إن صدح عبده بأبيات وطنية لخفاجي، تضمنت مدح الرسول ،حتى ارتفعت أصوات الحضور مطالبة بمواصلة الغناء، ووقف أحد الضيوف، مطالباً بتكريم محمد عبده في الدورة القادمة لمهرجان الجنادرية. فيما فوجئ عدد من الحضور خلال الندوة التي أقيمت بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض، وأدارها الإعلامي يحيى زريقان ،بأن كاتب كلمات النشيد الوطني ، لا يزال على قيد الحياة ،مشيدين بمبادرة المهرجان بتكريم إبراهيم خفاجي، وقال عدد من المشاركين إنهم لم يكونوا يعرفون أن خفاجي هو شاعر النشيد الوطني، إلا من خلال المهرجان. ووسط ذلك تعالت مناشدات بتخصيص جزء من المناهج الدراسية في مراحل التعليم العام، والتعليم العالي، لتقديم المبدعين السعوديين، وتخصيص منهج كامل لدراسة شعر إبراهيم خفاجي.

 وتخلى المشاركون في ندوة الشخصية الثقافية المكرمة في الجنادرية والتي حملت عنوان « إبراهيم خفاجي.. إنساناً وشاعراً » عن أوراقهم، متحدثين بتلقائية مستعرضين مقتطفات من تاريخ خفاجي. وترجم في بدء الندوة محمد عبده علاقته الممتدة بخفاجي منذ عام ١٩٥١، والتي أشار فيها إلى دور خفاجي في اكتشاف محمد عبده الملحن، وتعليمه طرق أداء الغناء المكي، والمجسات، والدانات، وكيفية تلحينها. وقال عبده «إن إنتاج خفاجي الأدبي، يتميز بالكلمات السهلة الممتنعة، التي تمازج بين الفصحى والعامية، واصفاً إياها بأنها عامية مثقفة»، وأضاف قائلاً «عندما أغني في خارج المملكة لشاعرنا خفاجي، في دول عربية مثل مصر ولبنان وفي دول أفريقية مثل الجزائر، وتونس ضمن الأسابيع الثقافية التي نشارك فيها ، كانت كلمات الخفاجي، وأغانيه، تصل إلى أذهان الناس بسرعة، دون أن يبدر منهم أي تساؤل عن المفردات ومعاني الكلمات»، ضاربا عدة أمثلة، غرس فيها خفاجي كلمات من العربية الفصحى في أبيات كتبت بالعامية، مثل «مقروح» في أغنية «ناعس الجفن» ، ومفردة «الغضى» في «لنا الله». وأشار عبده إلى أن شاعرية خفاجي امتدت إلى الشعر الفصيح، الذي تغنت به حناجر مطربين عرب، وله الكثير من القصائد في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام.

من جانبه، لفت الإذاعي المخضرم حسين النجار، إلى تجربة الخفاجي في تأسيس الجمعية العربية للثقافة والفنون، منتقلاً بعد سردها، إلى صياغته للنشيد الوطني، مشيرا إلى أن خفاجي، نجح في صياغة النشيد الوطني بالرغم من استخدامه كلمات مطروقة ومسموعة من السهل الممتنع، لأنه صادق في حسه الوطني، واستخدم كلمات فيها بساطة وإيجاز وصدق، وضرب مثلاً على استخدام خفاجي، مفردة «العلياء» في النشيد الوطني، والتي كان بإمكانه استخدام مفردات أخرى مكانها كمفردة «الضياء» دون أن ينكسر المعنى، إلا أنه أراد أن يعطي للعلياء قيمة، بحيث لا يكون لها حدود، بربط المجد ، بالسماء.

وأضاف النجار أن البيئة التي عاشها الخفاجي، كان لها دور كبير في صناعته كشخصية مبدعة، مشيراً إلى أنه لم يكن يطمع في الثراء والمادة، وكان هدفه أن يعطي ما في داخله، لما كان يتمتع به من جوانب إنسانية مضيئة.

 وقال الإعلامي علي فقندش خلال الورقة التي ألقاها في الندوة «إن الخفاجي هو أحد رواد الشعر في المملكة، وهو من علمنا الحب، حب الله والوطن، والقيادة، والناس والأرض، وسلط فقندش الضوء على دور طبيعة عمل الخفاجي مفتشا في وزارة الزراعة، والذي جعله يتنقل في كل قطعة من أرض الوطن، وكان يخرج في كل زيارة بدرر ونفائس أدبية، مستوحاة من الأرض التي عمل بها، حيث كان خفاجي مرتبطاً ارتباطاً روحياً بالأرض. وأضاف فقندش أن خفاجي لم يكن شاعراً غنائياً أو شاعر فصحى، أو شاعراً وصفياً، فهو ليس كل هؤلاء، ولكنه كل هؤلاء في نفس الوقت، حيث أتى بكثير من الصور الجميلة.

 واعتبر وزير الثقافة الأردني السابق، حيدر محمود، أن تجربة خفاجي عالجت مشكلة الصراع بين العامية والفصحى، مشيراً إلى أن خفاجي ساهم في إيصال الأغنية السعودية إلى كافة أرجاء الوطن العربي، عبر حنجرة محمد عبده، وله دور كبير فيما وصلت إليه الأغنية من تقدم، عبر تقديمها بلهجة وسط بين كافة اللهجات العربية.

 من جانبه، قال أستاذ جامعي بجامعة تونس في مداخلة، إن شعر خفاجي ربط بين مرحلتين زمنيتين مختلفتين. وقال إن شعره الذي استمع إليه خلال غناء محمد عبده لعدد من القطع ذكره بالشاعر الأندلسي ابن قزمان، لما يتميز به من قوة التعبير، وصور شعرية بديعة. واختتم مشاركته بقوله «اسمحوا لي أن أقول إن ابن قزمان هو بيننا الآن» ، في إشارة إلى الشاعر خفاجي.

 وشارك السفير اليمني محمد الأحول بمداخلة، أشاد بها باختيار المهرجان شخصية خفاجي لتكريمه، وقال إن المملكة كسرت تقليداً متبعاً في الوطن العربي، بتكريم المبدعين بعد أن يهال عليهم التراب. وأشار إلى العلاقة الكبيرة التي تربطه بالشاعر إبراهيم خفاجي، الذي ساهم في الأيام الثقافية المتبادلة بين السعودية واليمن.

 وأكد الشاعر إبراهيم خفاجي أن تكريمه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - بمناسبة اختياره الشخصية الثقافية المكرمة بالجنادرية هذا العام، يجسّد اهتمام ولاة أمر هذه البلاد حفظهم الله بالأدب والأدباء، معربًا أنه أسعد الناس بمناسبة هذا التكريم، وأنه يعيش أسعد اللحظات، وقال إنني أحمل شعورًا مخالفًا عن أي إنسان لهذه اللفتة الإنسانية الكريمة، منوهًا بالموقف التضامني لخادم الحرمين الشريفين في إلغاء الأوبريت وحفل العرضة تقديرا للأوضاع السياسية التي تشهدها العديد من البلاد العربية، مشيدًا بالدور الذي تلعبه الجنادرية في الحراك الثقافي بما تقدمه من ندوات ومحاضرات وتراث شعبي.