تنبيهات

تسارع الاهتمام بالقراءة الذكية في الوطن العربي والسعودية تتصدر

تسارع الاهتمام بالقراءة الذكية في الوطن العربي والسعودية تتصدر

تتيح تقنية الحبر الإلكتروني خيارات لا محدودة لعشاق القراءة، إلا أن تطور هذه التقنية خلال العقود الماضية كان يتسم بالبطىء الشديد مقارنة بالهواتف الذكية، إلا أنها بدأت تشهد تسارعاً غير مسبوق خلال السنوات القليلة الماضية، وكان الفضل يعود لقيام العديد من الشركات الكبرى بابتكار أجهزة ملونة للقراءة الإلكترونية (الحبر الإلكتروني).

قراءة الطويلة دون إجهاد للعين

أوضح المتخصص في تقنية الحبر الإلكتروني وأجهزة القراءة الذكية،أحمد فؤاد، أن تقنية الحبر الإلكتروني هي تقنية طُوّرت من أجل تقديم تجربة مُشابهة جدًا للقراءة الورقية (غير ملونة). وهي مُخصّصة للقراءة الطويلة دون إجهاد للعين، من خلال شاشات خاصة تحمل داخلها كبسولات متناهية الصغر قطر الواحدة منها أصغر من قطر شعرة الإنسان، تتحرّك فقط عند تغيير الصفحة على الشاشة (تقليب الصفحة)، ثم تظل الجزيئات في وضع سكون (وهذا يجعلها أبطأ)، أي أنها لا تحتاج إلى أي طاقة طالما كانت على صفحة واحدة، وبالتالي فهي توفّر الطاقة بشكل كبير جداً.

وميزة هذه الشاشات أنها بيضاء حتى وهي مُغلقة، ولا تعكس الإضاءة، مما يجعلها تُقدّم تجربة مُريحة جدًا للعين، كما يُمكن القراءة تحت أشعة الشمس المُباشرة بكل وضوح، وذلك على عكس شاشات الهواتف الذكية ذات تقنية الإضاءة الخلفية Back Light، والتي تقوم ببث الإضاءة بشكل مُستمر ومُركّز من خلف الشاشة كي تكون الشاشة مُضاءة أمام عيوننا، وبسبب اتجاهها نحو القارئ يتسبّب ذلك في إجهاد وإيذاء العين.

سوني وأمازون رواد القراءة الذكية

وعلى الرغم من وجود هذه التقنية منذ فترة طويلة، إلا أنها لم تظهر بشكل جدّي إلا في عام 2004 ، عندما قدّمت شركة سوني أول جهاز لها في هذا المجال، قبل أن تتبعها شركة أمازون بتوفير جهازها الشهير "كندل" في عام 2007، وبعدها تبعتهم بقية الشركات.

وتتطوّر أجهزة الحبر الإلكتروني بشكل أبطء بكثير من تطوّر الهواتف الذكية، وهذا ليس عيبًا بالضرورة، لأن الغرض الأساسي من هذه الأجهزة هو القراءة فقط، بينما تطوّر الهواتف الذكية ضروري للغاية كونها تُقدّم عدة خدمات من تصوير وخدمات فيديو وألعاب واتصالات واتصال بالأقمار الصناعية.

أجهزة ملونة 

لكن خلال العاميين الماضيين تسارعت وتيرة تطوّر أجهزة القراءة الإلكترونية (الحبر الإلكتروني)وقامت بعض الشركات بإصدار أجهزة ملوّنة لأول مرة.

مزايا القراءة الذكية

ومن أبرز المزايا التي توفرها أجهزة القراءة الذكية:

  • راحة تامة للعين أثناء القراءة الطويلة.
  • الأجهزة مُخصصة للقراءة فقط بعيداً عن أي تشتيت بسبب تنبيهات التطبيقات.
  • مكتبتك الكاملة معك في أي مكان، أي يمكنك قراءة أي كتاب وفي أي وقت.
  • القارئ الإلكتروني خفيف مقارنة بالكتاب الورقي الضخم.
  • بطارية تدوم ثلاثة أسابيع.


القراءة الذكية بالوطن العربي

أجهزة القراءة بدأت في الانتشار في الوطن العربي منذ عام 2018 تقريباً، وفي ذاك العام أعلنت شركة أمازون عن دعم أجهزة كندل لقراءة الكُتب العربية بشكل رسمي وإتاحتها على مكتبتها.كما بدأت الشركات الصينية في تقديم أجهزة قراءة مُتقدّمة للغاية، وتدعم اللغة العربية بشكل كامل، بالإضافة إلى دعم العديد من صيغ الملفات المشهورة مثل EPUB و PDF، وإمكانية تحميل الملفات الخاصة، وإمكانية تنصيب تطبيقات القراءة الحصرية مثل أبجد وقارئ جرير على سبيل المثال.

وأجهزة كندل مُتاحة في الوطن العربي من خلال مواقع أمازون على الإنترنت. أما الأجهزة الصينية وأفضلها أجهزة Onyx Boox وLikebook، فهي مُنتشرة بشكل ملحوظ في المملكة العربية السعودية، ومن أشهر الشركات التي لها باع طويل في هذه الأجهزة هي شركة مقروء. مؤخرًا بدأ اهتمامًا لافتًا من القُرّاء العرب بمثل هذه الأجهزة مما يعني بداية انتشارها في بقية الدول العربية قريباً.



وأعتقد أن دور النشر العربية ستدعم الكُتب الإلكتروني، فقد اتجهت العديد من دور النشر العربية من توفير كتبها بصيغة إلكترونية بداية من العام الماضي، كما ومن أجل زيادة وعي القارئ العربي بهذه التقنية. قمت بتخصيص تبويب كامل مُختص بأجهزة القراءة الإلكترونية على موقعه الشخصية "منصة عالم موازٍ"، وأصدرت  المنصّة كتاب إلكتروني مجاني بصيغة PDF بعنوان "عالم يشبهنا" من تأليف كُتّاب وكاتبات من مختلف الدول العربية كمُبادرة لدعم الكُتب الإلكترونية