كاتبة وناقدة بارعة ، تعمقت في قراءة الكتب بمختلف أنواعها منذ الصغر، وظلت هواية القراءة معها حتى غدت تترجم عما تقرأه، وتبوح به نقديًّا ، مقدمةً رؤيةً قارئةً وناقدة للعمل الإبداعي، فنشرت الكثير من الكتابات النقدية عن الروايات السعودية والعربية والعالمية.
هنا تتحدث الأديبة والكاتبة ابتسام المقرن عن تجربتها مع القراءة، وتحدد أهم ملامحها، وكيف تصبح القراءة فعالة في تحديد المعلومة واختيارها، مع بيان الآثار الإيجابية للقراءة .
في البدء تتحدث ابتسام المقرن عن بداية هواية القراءة عندها فتقول:
بدأت عندي هواية القراءة مبكرًا بعمر صغير، حيث كان الوالد قارئًا نهمًا، وكنت أقرأ كل ما يقع تحت يديّ منذ بدايات التحاقي بالمرحلة الابتدائية، وحيث أن كتب الوالد ومكتبته ثمينة لديه، فلا يسمح لأيدي الصغار التطاول عليها، فكنت أقرأ القصص والأناشيد في الكتب المدرسية وكل ما يكتب بالصحف، سواء فهمته أم لا. وكان هذا دافعًا لأهلي أن يحضروا لي الكتب المناسبة لعمري، وبدأت مكتبتي الصغيرة بالنمو تزيينها قصص المكتبة الخضراء ومجلة ماجد الأسبوعية كل أربعاء، وسلسلة للأطفال عن قصص العشرة المبشرين بالجنة، وكنت أتطفل على كتب المطالعة للكبار، خصوصا كتاب "صور من حياة الصحابة" الذي كان يوزع في مدارس البنين فقط آنذاك.
وعن مدى تحديد مجال التعليم أو التخصص لنوعية القراءة؟ علمية، أدبية، ثقافية، فنية؟
توضح ابتسام المقرن: بالنسبة لي أجد العكس، مجال دراستي كان علميا، وكنت أميل للقراءة في المجالات الثقافية والأدبية بجميع أشكالها، القصة، والرواية والشعر والخاطرة، والمقالات كذلك. كنت أنهي محاضراتي الجامعية ثم أقضي بقية الوقت في مكتبة الجامعة، وتعرفت من خلالها على سير ذاتية لأدباء كبار وقرأت روايات خالدة وعظيمة، وابتدأت بقراءة قصة الحضارة لـ ويل وايريل ديورانت الذي نقلني إلى عالم آخر أثناء قراءته.
وعن سؤال : هل أثرت القراءة في تلقي مناهج التعليم التي درستها بشكل مبسط؟
بينت ابتسام المقرن أن أثر القراءة على الدراسة عمومًا يجعلك أكثر اطلاعًا وأكثر ثقافة، وطريقة تعاطيك للمعلومة وتنظيمها في عقلك يتأثر بالقراءة.
وأوضحت المقرن أنها تقرأ في مجالي المؤلفات العربية والمترجمة
وتضيف: لا أعتقد أنه يمكن أن أستغني بمجال عن الآخر. فقراءة الكتب الأجنبية غالبًا تضيف لك معلومات أكثر وأدق، لأن إنتاجهم أكثر بكثير من إنتاج الكتب العربية، والموضوعات التي يتم التطرق لها أكثر وغالبًا ما تكون عصرية وحديثة. وبالمقابل أحب أن أقرأ الكتب العربية لأفهم الأحداث حولي برؤية الكتاب الآخرين، سواء كانت كتب محلية أو عربية من الدول المجاورة.
وعن سؤال عما يمكن لها
أن تقدمه من نصائح للقراء الجدد؟ وما أبرز الكتب التأسيسية التي تنصح بقراءتها؟
قالت ابتسام المقرن: القراءة مثلها مثل أي هواية كالرسم والتصميم وغيرها، تحتاج قليلًا من الصبر، ابدأ بها وأعطها من وقتك، وستفاجأ بماذا ستعطيك القراءة لاحقًا. حاول أن تخصص وقتًا ثابتا للقراءة وابدأ بقراءة عدد قليل من الصفحات وتدرج بالزيادة، فالبدايات القوية والمتسرعة قد تجعلك تتعب وتمل بشكل أسرع.
وأضافت المقرن: الكتب التي بدأت بها وناسبتني في ذلك العمر الصغير المتعطش والمقبل علة القراءة والكتب، كانت لمصطفى لطفي المنفلوطي، وكتبه تمتاز بعمق التعبير وجمال اللغة العذبة، والقصص سلسة ومعبرة وتبقى في وجدانك وتتأثر بها، وتشدك حتى تنتهي من القراءة فتشعر بلذة الإنجاز والمتعة والفائدة معًا. ومن الكتب المهمة والقريبة من القلب كتب علي الطنطاوي ، وكذلك كتب مصطفى صادق الرافعي الذي يقول: "ليكن غرضك من القراءة اكتساب قريحة مستقلة، وفكر واسع، وملكة تقوى على الابتكار، فكل كتاب يرمي إلى إحدى هذه الثلاث فاقرأه".. وهذا تمامًا ما ينطبق على كتب الرافعي. كما أن قراءة كتب السير الذاتية والروايات الكلاسيكية لها أهمية كبرى في بداية القراءة.
كما أرى أن قراءة الكتب التي تتحدث عن القراءة مهمة ومفيدة، منها كتب ألبرتو مانغويل حول القراءة، بحيث تجعلك تتعلق بالكتب والقراءة، وتعطيك لمحات حول بعض الكتب وطريقة قراءتها، وكذلك من الكتب المهمة كتاب عبد الكريم بكار "القراءة المثمرة" وغيرها الكثير.
واختتمت ابتسام المقرن بالقول : أهم نصيحة لا تغفل الكتابة مع القراءة. اكتب أفكارك وأسئلتك، ما تتفق أو تختلف فيه مع الكاتب مباشرة أثناء القراءة، لا تكن القراءة فقط قبل النوم، خصص لها وقتا وأنت حاضر الذهن وممسك بالقلم. وإذا انتهيت من القراءة سجل شعورك اللحظي فورًا، هل أسعدك هذا الكتاب أو أحزنك أو غير ذلك. وأخيرًا حاول أن تلخص أهم أفكار الكتاب وكأنك ستحدث أحدًا عنه، حتى يبقى في ذهنك أكثر وقت ممكن.
كل الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة © 1446-2025