تنبيهات

‏كتب عن رحلته من سهول تهامة إلى جبال عسير .. الشاعر والإعلامي أشرف أبو اليزيد : هناك اهتمام في المملكة للتعريف بالمعماري والتاريخي

‏كتب عن رحلته من سهول تهامة إلى جبال عسير .. الشاعر والإعلامي أشرف أبو اليزيد : هناك اهتمام في المملكة للتعريف بالمعماري والتاريخي

حوار: عبدالله السمطي

 

أوضح الشاعر والروائي الإعلامي أشرف أبو اليزيد أن المملكة تهتم مؤخرا بإبراز المعماري والتاريخي، وأكد على أنه يعمل على إصدار مجموعة كتب عن المملكة وجزيرة العرب. 

أبو اليزيد الذي أصدر عدة كتب في مجال أدب الرحلات اشتهر باستطلاعاته الدولية في مجلة العربي، وقد ترجمت أعماله الشعرية والروائية إلى عدد كبير من اللغات منها: السندية، الفارسية، الكورية، الأسبانية ، الماليالامية، التركية، والإنجليزية والألمانية والروسية والصربية، وفي هذا الحوار يتحدث عن أدب الرحلة وتواتر كتاباته بين الشعر والرواية، وأزمة النقد والفوارق بين الإعلام الورقي والمكتوب وزيارته للمملكة أكثر من مرة، وهذا نص الحوار:

 

تنقلت في عالم الكتابة بين الشعر والرواية وأدب الرحلات، ما هو النوع الأدبي الذي تشعر فيه بأنه احتضن رؤيتك الأدبي

 

صحيح أن التنقل مرحلي، بمعنى أني بدأت بالشعر، وثنيت بالرحلة، وختمت بالرواية، إلا أنني أعود دائما إلى الشعر وكأنه مرآتي الحقيقية لرؤيتي لذاتي. أما الرؤية الناقدة للعالم فقد وجدت نفسها في الرواية، لأنني في رواياتي قصدت الولوج لعالم المغترب، ليس المصري وحسب، وإنما المغترب الكوزموبوليتاني، لذلك شخصيات رواياتي، التي كتبتها ونشرتها أو تلك التي أكتبها حاليا، تعيش في فضاءات زمكانية مختلفة، مثلما تحيا تحت أكثر من سماء. 

أدب الرحلة أكتبه لمتعة السفر والإخبار، تسري في عروقي رغبة أسلافي في الترحل والتنقل، بين التوغل في الجغرافيا، والتعمق في التاريخ. وهذا الأدب الرحلي سيحمل صدى الشعر والرواية والبحث أيضا. 

 

هل ترى أن التركيز النقدي يكون على الرواية اليوم أكثر لأنها الأكثر انتشارا أم لابد أن يكون هناك توازن نقدي بين الفنون جميعا؟ 

 

أعتقد أننا صدى ولسنا صوتا، في الإبداع والنقد معا، ننتظر ما يشيع لنلحق بقطاره، وكنت أتمنى أن نقرأ تراثنا جيدا لنعثر فيه على جذور أشكال إبداعية تجعلنا روادا، لا أن ننقل أشكالا إبداعية مغايرة ونحاول قولبة ما نكتب وفقا لها. 

كمثال، بناء الليالي العربية يستحق أن نننظر إلى أغلفتها الشافة، كما البصل، نقشرها حتى نصل إلى اللب. هذه الألف ليلة وليلة كعمل يمثل ريادة سردية. ومن يبني عليها ستكون له جذور أبعد من روايات غربية ولدت في القرن الثامن عشر وما بعده.

 

هل ترى أن أزمة النقد الأدبي سببها الاتجاه للتنظير؟ أم أنها علامة ثقافية صحية؟ 

 

أزمة النقد الأدبي الاستنساخ، كثيرون يركنون لما دونه الأسبقون، لذلك لا أرى – إلا قليلا فأنا أرفض التعميم – أجيالا شابة تتجه للنقد، وإذا اتجهت فهي تمشي في معطف الأستاذ. إذا كان المبدع الروائي أو الشاعر أوحتى الرسام متمردا، فالأولى بالناقد أن يكون ذلك المتمرد، وأكثر. 

النظريات الأدبية خلقت لكي نتجاوزها، وإلا صببنا كل الكلام سرد وشعرا في قوالب جاهزة، واكتفينا بالأحكام القديمة نطبقها على جديد الإبداع.

 

ما الذي تراه في هذه الثنائية الإعلامية: الورقي والإلكتروني؟ إلى أيهما تنتصر بحكم تجربتك الإعلامية المديدة؟ 

 

لا يزال بنا، أقصد جيلي الذي ولد وفي يده ملعقة من ورق، أسيرا للكتاب الورقي، والمجلة الورقية، ولكن بحكم الاقتصاد، ومظلة الانتشار، باتت السطوة للإلكتروني، لقد عملت بكل وسيط ومنصة، من المجلة الفصلية (نزوى)، للدورية الشهرية (أدب ونقد)، و(العربي)، لكل الإصدارات الأسبوعية، ونشرت بالصحف اليومية، بل وكنت المحرر الثقافي لوكالة أنباء دولية، ورأيي أن المحتوى أكثر أهمية من الشكل، وهو ما أراه اليوم في منصاتنا الرقمية، وباتت أكثر من أن تحصى، حتى أصبحت هناك منصة رقمية لكل مواطن!

 

كتبت كثيرا في أدب الرحلات.. ما الذي يعجبك في المملكة العربية السعودية من تاريخ وآثار وثقافة؟ وهل هناك كتاب لك قادم عنها.

 

كانت لي في المملكة أكثر من رحلة، الحلة المقدسة لأداء العمرة والحج، والرحلة البحثية في مؤتمر استضافته الرياض للحرف الإسلامية، كما كانت لي مغامرة لا تُنسى من سهول تهامة إلى جبال عسير، واليوم أرى اهتماما بالتعريف ببقاع جديدة، تتجاوز الديني الذي يعرفه العالم الإسلامي، بالتاريخي والمعماري.

بعد آلاف الصفحات في أدب السفر، وأربعة كتب في أدب الرحلة (سيرة مسافر)، (نهر على سفر)، (قافلة حكايات المغربية)، و(أيام دمشقية)، سيكون لي في القريب كتابان عن رحلاتي إلى الهند، ودول شبه الجزيرة العربية.