تنبيهات

بعد فوزه بجائزة وزارة الثقافة للرواية 2021 عبدالعزيز الصقعبي : أكتب في كل الأشكال السردية وروايتي شاهدة على العصر

بعد فوزه بجائزة وزارة الثقافة للرواية 2021 عبدالعزيز الصقعبي : أكتب في كل الأشكال السردية وروايتي شاهدة على العصر

حاوره: عبدالله السمطي 

أكد الروائي عبدالعزيز الصقعبي الفائز بجائزة وزارة الثقافة في مجال الأدب للعام 2021 بروايته:" غفوة ذات ظهيرة" على أن حصوله على الجائزة محفز لمواصلة العطاء الثقافي ووجه الشكر لكل من أسهم في منحه الجائزة، ورأى الصقعبي في حواره الذي خص به مجلة أحوال المعرفة أن روايته الفائزة جزء من تجربة طويلة امتدت لأكثر من أربعين عاما، وأنه في هذه الرواية حاول أن يقدم  عملاً فيه الكثير من المتعة والفائدة وأن يكون شاهداً على العصر، فيما دعا إلى العناية بالدراسات النقدية وعودة الملاحق الأدبية بالصحف والمجلات، والعناية بالمسرح خاصة بعد تشكيل هيئة خاصة به من وزارة الثقافة. وهذا نص الحوار :


  • بداية .. كيف ترى فوزك بجائزة الأدب بعملك الروائي : غفوة ذات ظهيرة الصادر قبل ثلاث سنوات؟

 بعد التوفيق من الله، الفوز بالجائزة يمثل لي شكر وتقدير من جهة رسمية عليا في الدولة تمثلها وزارة الثقافة لإنجازي الأدبي ممثلا برواية "غفوة ذات ظهيرة"، وهي جزء من تجربة طويلة امتدت لأكثر من أربعين عاماً، وبالطبع هذا محفز لي بمواصلة العطاء الثقافي، والسعي لتقديم ما هو أفضل، وأنا هنا أشعر بالغبطة والسرور لهذا الفوز، وأشكر كل من أوصى واعتمد منحي هذه الجائزة.


  • هل هو تقدير للرواية أم لمنجزك بوصفه كلا؟

المختلف بهذه المسابقة، أنها وفق آليات تقنية محددة، لا وجود للورق مطلقاً في إجراءاتها، حيث طُلِب إضافة إلى نسخة رقمية من الرواية، سيرة ذاتية مكتملة، ونماذج من الدراسات والبحوث التي قدمت عن إبداعي، أعتقد معلومات كاملة طلبت من كل مشارك ليستوفي شروط الجائزة، وبالطبع رواية "غفوة ذات ظهيرة" امتداد لمنجزي الإبداعي، وهنا أعتقد إن المنطلق للجائزة هو الرواية، ولدعم هذا الفوز لابد أن جميع المحكمين اطلعوا على السيرة و ما أرفقته من عناوين لدراسات حول إبداعي، إضافة إلى نماذج منشورة، عموماً الرواية هي المدخل للجائزة حيث خصصت دورة هذا العام من المسابقة عن الرواية.


  • أصدرت قبل ٣٣ عاما روايتك الأولى : رائحة الفحم، ما هو الخط الجمالي ومسيرته بين الرواية الأولى وغفوة ذات ظهيرة؟

حين كتبت رواية رائحة الفحم، لم تكن الرواية لها حضور في المشهد السعودي الثقافي آنذاك، كانت الحظوة للقصة، ولكن كانت مغامرة لكتابة نص مختلف يستفيد من تقنية القصة والمسرح الكتابية، و يمتاز بالطول النسبي، رواية رائحة الفحم من جنس " النوفيلا" أو الرواية القصيرة، مختلفة كثيراً عن بقية الروايات التي كتبتها بعد ذلك، ربما الرقيب الداخلي وقتها كان قوياً فلم أعطي لأبطالها الحرية، ولم أسهب، ولكن حين كتبت رواية حالة كذب بعد قرابة عقدين من الزمن كان الأمر مختلفاً، غالباً أكثر نضجاً وجرأتاً، وهكذا واصلت في كتاباتي الروائية لأكتب أكثر من رواية، والحديث سيطول عند التوقف عند كل واحدة منها، عموماً كل رواية تمثل تجربة خاصة،  وعندما كتبت رواية " غفوة ذات ظهيرة" ربما امتلكت من التجربة القرائية أولا ثم الحياتية والكتابية ما جعلني أقدم عملاً حاولت أن يكون فيه الكثير من المتعة والفائدة وأن يكون شاهداً على العصر.


  • تنوعت عندك الكتابة السردية بين القصة والقصة القصيرة جدا والرواية ماذا يعني ذلك من وجهة فنية وتعبيرية؟ ألا يمكن لنوع واحد أن يحتضن تجارب المبدع وتجارب الواقع؟


 أنا لم أكتب الشعر مطلقاً، أنا سارد، وكتابتي للرواية أو القصة القصيرة جداً أو حتى المسرحية، هي امتداد لكتابة القصة القصيرة، لكل شكل من أشكال هذه الأنواع السردية خصائصه وحالات كتابته، قد أحتاج لكتابة ومضة لا تتجاوز السطرين فأتجه لكتابة القصة القصيرة جداً، وقد تحاصرني شخصيات متعددة وأرغب أن أرصد حياة عالم شائك بكل تأكيد ستكون الرواية هي المنفذ لكتابة ذلك، لذا فمن المستحيل أن يحتضن تجارب المبدع نوع واحد من السرد، والمهم أن يكون واعياً لخصائص كل نوع، ويسعى لتقديم النص الجيد والمتميز.


  • لك أعمال مسرحية.. هل ترى أن المسرح السعودي تطور خلال العقود الماضية أم ما يزال في بداياته؟ وكيف ترى الحركة المسرحية السعودية الراهنة؟

من الأفضل عدم الحديث عن العقود الماضية عند الحديث عن المسرح في المملكة، لسبب مهم وهو أنه أصبح هنالك هيئة خاصة بالمسرح تحت إشراف وزارة الثقافة، وبالطبع هنالك مرحلة جديدة للمسرح لم تتضح معالمها بعد، لذا لنتفاءل ولنقل أن المسرح في الأيام المقبل سيشهد حضوراً وتميزاً لافتاً، أما في السابق، فالمسرح لم يكن لديه مشروعيته حيث يعتمد على اجتهادات بعض المسرحيين وحبهم لذلك الفن، و رغبتهم في تقديم فعل مسرحي، بدعم بسيط من قبل جمعيات الثقافة والفنون، وغيرها من المؤسسات الحكومية والأهلية، وبالطبع يعتمد الأمر على العلاقات، ومحاولات متفرقة في بعض المناطق التي بها مجموعة من المبدعين في المسرح مثل الطائف والأحساء والدمام، وجده، مع غياب لكثير من مناطق ومدن المملكة، إلا إذا وجد مهرجان مسرحي، وهذا نادر، الآن سيكون الأمر مختلف، المسرح من المفترض اكتسب مشروعيته، و حتماً سيكون هنالك تنظيم للفرق والجمعيات المسرحية، وبإذن الله سيكون هنالك أعمال متميزة، والمؤشرات تنبئ بذلك باعتماد المسرح الوطني وتدشينه، و البدء بالجمعيات الأهلية.


  • ما موقف النقاد من تعدد المنتج الإبداعي لديك، هل تشعر أن هناك تقصيرا نقديا تجاه أعمالك الأدبية؟

 لا ننكر هنالك أزمة نقد ومتابعة للمنجز الإبداعي في المملكة شعراً وقصة ورواية، ربما لانحسار الصحافة الأدبية الورقية وندرة المجلات الأدبية، ولكن الجميل بالنسبة لي هنالك دراسات نقدية خارج المملكة، إضافة إلى مجموعة من الدراسات والبحوث الأكاديمية لنيل الماجستير و الدكتوراه عن أعمالي الإبداعية وهذا أمر أفخر به، الدراسات النقدية مهمة للمبدع، وللحركة الإبداعية بصورة عامة، لأن الناقد الجيد، يضيف أولا للعمل الجيد رؤيته، ويعري الأعمال الضعيفة، وهنا نتوقف قليلا حيث للأسف في زمن وسائل التواصل الحديثة تم الترويج لكثير من الأعمال الرديئة، وحققت انتشاراً بسبب شهرة الكاتب في تلك الوسائل وكثرة متابعيه، نتمنى عودة الملحقات الثقافية في الصحف والمجلات وعودة النقاد الذين يخدمون الحركة الأدبية بآرائهم وتقييمهم للمنجز الإبداعي، والبحث عن قنوات من ضمنها الكتب لمتابعة المنجز الإبداعي والتعريف به وتوضيح الجيد وإرشاد كل من يضع خطواته الأولى في طريق الإبداع بمواطن القوة والضعف في إبداعه، وأنا هنا لا أنكر أهمية النقد والدراسات العلمية المحكمة للمبدع، وتحفيزها له ليواصل عطاءه الإبداعي. 



إضاءة:

عبدالعزيز الصقعبي قاص ومسرحي وروائي سعودي، صدرت له عدة أعمال سردية منها: لا ليلك ليلي ولا أنت أنا، وصفعة في المرآة، ورائحة الفحم، والحكواتي يفقد صوته، وأنت النار وأنا الفراشة، ومقامات النساء، وغفوة ذات ظهيرة