أحوال المعرفة : خاص
الأستاذ محمد بن أحمد الشدي كاتب وإعلامي سعودي ورئيس تحرير مجلة اليمامة الأسبق (1386ــ 1397 )، شارك ولا يزال في الكتابة بعدد من الصحف والمجلات السعودية،بالإضافة إلى إسهاماته الإعلامية الأخرى،والقاسم المشترك لمقالاته هي القضايا الثقافية والفكرية والوطنية، ولد الشدي في مدينة حريملاء بالقرب من الرياض،ونشأ في العاصمة الرياض وتحديداً بين البديعة المزرعة والبستان - في وادي حنيفة - ثم عتيقة.وتلقى تعليمه الأولي في مدارس الفيصلية والمعهد العلمي، عينه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيسا لمجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون من عام 1977 إلى 2009 عندما كانت الجمعية تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب وقبل أن تنتقل تبعيتها لوزارة الإعلام والثقافة.. وقد سعدت مجلة أحوال المعرفة أن يكون الأستاذ محمد الشدي ضيفها فيما يمكن أن نسميه حوار ربيع العمر، للتعرف على مزيد من عطاءاته الفكرية وإسهاماته الثقافية عبر هذه السنوات الطويلة..
من هنا كانت البداية
البدايات في سيرتك الذاتية كيف تصفها لنا حتى ننطلق منها في حوارنا؟
- بداياتي كانت في أسرة متجانسة في كل شيء.. قريبة جداً من بعضها البعض: ومن نظرة والدي للحياة وكثرة طموحه وحبه للعمل والناس.. وحنو والدتي الدائم والزائد علينا دخل هم الدنيا إلى قلبي الصغير فشل الرغبة في الاستمرار في طلب العلم أو محاولة الابتعاث للعلم والتحصيل.. واتجهت بعد مدرستي بالرياض بدراسات توازي الثانوية ولم أكمل تعليمي واكتفيت بدراسات متعددة خاصة في الصحافة واندفعت إلى العمل بدافع التلهف على الانخراط في الحياة العامة وخدمة وطني واستعجال تحقيق ولو بعض طموحات أبي وحاجته للمساعدة والمساهمة معه في أعباء الحياة - أو هكذا: تخيلت!!.
قدوتي والدي
معنى هذا أنك استفدت من والدك كثيرا فهل عوضتك فصول الحياة عما افتقدته في فصول التعليم؟
غفر الله لوالدي فقد كان يهتم بأمور أربعة في حياته - هي: طلب العلم - والزراعة - وفعل الخير والقراءة المستمرة - فقد طلب العلم على عدد من المشايخ في ذلك الوقت - رحمهم الله - مثل الشيخ محمد بن فيصل آل مبارك في حريملاء والشيخ إبراهيم الراشد وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - مدة قصيرة - وكذلك حاول طلب العلم في مكة المكرمة وانقطع لذلك وقت ليس بالقليل هناك. وفي المسجد الحرام قرأ على سماحة الشيخ عبد الله بن حميد وتعرف عن قرب على الشيخ عبد الظاهر أبو السمح والشيخ عبدالله خياط - رحمهم الله جميعاً .ثم انخرط في سلك التدريس عدة سنوات..
الملك المؤسس يكلف الوالد بعمل وطني
نمـــا إلى علمنا أن والـدك عمــــل فتــرة من الزمــن بتكليف من الملك عبد العزيز ..كيف كان ذلك؟
خلال عمل الوالد بسلك التدريس جاءه تكليف من الملك عبد العزيز - رحمه الله - بموجب خطاب صادر من جلالته - وهو محفوظ في دارة الملك عبد العزيز - يقول فيه: من عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود .. إلى أحمد بن علي الشدي - وبعد: فقد تم اختياركم لتكون إماماً ومرشداً لدى جماعة السهول في الرويضة، وقد باشر عمله ومكث حوالي عشر سنوات ثم انتقل مع شقيقه العم عبد الله الشدي وعمل في عدة أعمال في الرياض ومنها الزراعة ثم تقاعد بعدها ليظل متنقلا ومقيما بين مكة والمدينة.
نفسي وهواي في مكة والمدينة
ماذا تعني بقولك تنقل الوالد وإقامته في مكة والمدينة؟
ما كان أعز عليه من السكن في مكة أو المدينة المنورة .. فقد تشربت روحه بحبهما وقد ورثت وإخوتي عنه - رحمه الله - ذلك فلا أجد نفسي وهواي إلا فيهما حفظهما الله من كل مكروه.. لذا تجدني في كل عام أحاول أن ألبي نداءً في داخلي وأذهب إلى مكة والمدينة ثم أعود وقد ملأت جوانحي بذلك الحب والرواء والسكينة التي لا يعرفها إلا من جربها وأحس بها - ولقد جمعتني هذه الصفة (ولله الحمد) بإخوتي وأبنائي ونخبة خيرة من الأصدقاء الأعزاء يشاركونني هذا الإحساس وهذه الحاجة إلى غسل النفس من كل أدران الحياة - وما علق بها من شوائب تعيق تفكير الإنسان وتجعله عرضة لهموم الدنيا - حين تهاجمه في يومه وليلته .. فلا يجد منها فكاكاً أو سبيلاً من هروب غير التوجه إلى الله وبيته العتيق يغمر روحه بذلك الضياء الرباني العظيم.
بداية العمل
حياتك العملية من أين بدأت وكيف؟
كنت قد حصلت ُ على دورات في مجال عملي في بيروت ونلت شهاداتها. كما تدربت على القيادة الإعلامية والصحفية في القاهرة، ولي صداقات قديمة مع عدد من الكتاب العرب في مصر وبيروت واليمن ودول الخليج العربية وهي مستمرة إلى يومنا هذا. والحمد لله. وعندما أتيحت لي الفرصة عملت في جريدة المدينة أثناء عمل الأستاذ هشام علي حافظ رئيساً لتحريرها بمكتبها بالرياض وكتبت في اليمامة إبان عهد الشيخ حمد الجاسر والأستاذ سعد البواردي ولم أنس عنوان ذلك المقال الأول "نحن كما يجب أن نكون"،وفي جريدة القصيم أيام مؤسسها عبدالله الصانع وإشراف التحرير للأستاذ عبدالكريم الجهيمان والأستاذ عبدالعزيز العبدالله التويجري وفي الجزيرة برئاسة شيخنا عبدالله بن خميس وفي مجلة حماة الوطن التي كانت تصدر عن وزارة الداخلية وفي مجلة المالية أيام وثبتها وكأن يرأس تحريرها أستاذنا عبدالكريم الجهيمان ومعه نخبة ممتازة من الكتاب أمثال: الدكتور عبدالله القباع ويوسف الكويليت ود. إبراهيم العواجي. أما صحيفة قريش للأستاذ الجليل أحمد السباعي الذي كثيراً ما تمنيت على ابنيه زهير السباعي وأسامة السباعي أن يعملا من أجل اسمه ومكانته الأدبية أي شيء يذكر .. فقد كان لنا شباب القلم في ذلك الوقت نعم المعين وكان الأخ - عبدالله عبدالرحمن جفري هو صاحب الصفحة الأدبية في قريش: والمنادي عليها - وكان السباعي رحب الصدر يدعو كل من أنس فيه موهبة أو رغبة - في الكتابة - وفي الرائد صحيفة زميلنا العزيز في الهم الثقافي عبد الفتاح أبومدين شاركت معه ومع أخوة آخرين في معركة عن الكاتب محمود تيمور ونهجه في كتابة روايته - نداء المجهول (أما صديقنا إبراهيم الناصر فقد نشر لي في مجلة المواصلات خربشات وخواطر شبابية) من الطريف أن مجلة المواصلات عاودت الصدور برغبة أكيدة من معالي الأخ ناصر السلوم وزير المواصلات الأسبق الذي فاجأ الجميع بحبه للكلمة وكلف الأخ العزيز محمد عمر العمودي بالإشراف عليها واعتنى بشكل مبهج بتلك المجلة. «طبعاً كتبت في ذلك الوقت في صفحات الشباب وشدات القلم والأدب».
عهد المؤسسات الصحفية
بعد ذلك وفي عهد المؤسسات الصحفية كتبت ضمن كتاب يوميات جريدة الرياض في عهد رئيس تحريرها الأستاذ عمران بن محمد العمران - وكذلك في عكاظ ثم كلفني عام 1386 هـ معالي الشيخ عبد الله بن عدوان - رحمه الله - رئيس مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية في ذلك الوقت بالعمل بمجلة اليمامة عام 1386هـ بعد تحول ملكيتها بثلاث سنوات إلى نظام المؤسسات الصحفية.
الأمير سلمان شملني باهتمامه
من حقكم الاسترسال في حديثكم الشيق لكنني مضطر أن أتوقف عند تفاصيل عملك باليمامة واهتمام الأمير سلمان أمير الرياض آنذاك بك شخصيا؟
نعم لقد وجدت ذلك التوجيه الدائم الكريم والمخلص من ذلك الأمير المثقف النبيل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد «أمير الرياض آنذاك» الذي شملني باهتمامه في وقت عملي الصحفي - وقال - عني ما لم أنساه أبداً: عندما زار مؤسسة اليمامة الصحفية بعد ما تركت رئاسة تحرير اليمامة قال: «كان لي بينكم صديق - وأن له دور في الصحافة الحديثة في منطقة الرياض». وكذلك سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز رحمه الله وقد عملت سويا مع أخوة لي كرام في الإدارة والتحرير آنذاك - على إصدار اليمامة - وكانت متوقفة تماماً - وتحويل اليمامة من صحيفة نصف شهرية في اثني عشر صفحة إلى مجلة أسبوعية ملونة من 86 صفحة وتطبع أكثر من عشرين ألف نسخة تصدر كل يوم جمعة من كل أسبوع، وقد صدر عنها آنذاك ما يعتبر أول مجلة فكرية أدبية بعنوان ملف اليمامة الثقافي. ولقد كان من أبرز كتاب ذلك الإصدار الأدبي معالي الأخ عبدالعزيز السالم وعمران محمد العمران ومعالي الأخ أحمد الضبيب ومعالي الأخ عبد الرحمن بن محمد السدحان. وعمل معي فيه عدد من الإخوان الذين بذلوا جهوداً كبيرة في ذلك العمل وهم عبد الله السليمان وعبد الله الماجد وعلوي الصافي وسعد الحميدين وغيرهم الكثير.
أول ملحق اقتصادي
أصدرتم في اليمامة ملحقاً اقتصاديا عام 68م. ووجه لكم نقد من قبل البعض لكون المجلة أدبية ولا علاقة لها بالاقتصاد، فماذا كان موقفكم؟
نعم وقد كتب افتتاحية العدد الخاص معالي الشيخ عبدالله بن عدوان رئيس ومدير عام مؤسسة اليمامة آنذاك، وكتبت يومها كلمة اليمامة قائلاً: حينما بدأنا فعلياً في تنفيذ وإصدار هذا العدد الاقتصادي، اتصل بي أكثر من شخص من زملاء المهنة وأكدوا فشل هذه الفكرة إذ أنه ليس هناك رابط بين الأدب والاقتصاد .!! هكذا قالوا..!!
واليمامة عرفت بالطابع الأدبي فكيف بها تهتم بالاقتصاد وتطلق الأدب وبهذه السهولة.. سمعت هذه الكلمات وأكثر منها من أدوات التثبيط والحق يقال فقد وضعت يدي على قلبي. وكتب فيه أيضاً كل من معالي الأستاذ محمد أبا الخيل وزير المالية السابق ومعالي الأستاذ عابد شيخ وزير التجارة آنذاك ومعالي الأستاذ والدكتور يوسف نعمة الله والأستاذ بكر خميس والأستاذ عمر العقاد والأستاذ علي الراشد والأستاذ أبوصبري والمهندس محمود طيبة ومعالي الأستاذ جميل الحجيلان ومعالي الأستاذ حسن المشاري ومعالي الأستاذ فيصل الشهيل ومعالي الأستاذ محمد الصقير والأستاذ سعيد آدم والأستاذ عبد الرزاق الريس وعبد الله بن شاهين وعمر بغدادي ورجل الأعمال الشيخ صالح كامل ومحمد النويصر وعبدالعزيز الحرقان. وقد استفاد من هذا الإصدار الاقتصادي أحد طلابنا في الخارج لنيل الماجستير في الاقتصاد. ثم أصدرت اليمامة ملحقاً نسائياً يعد الأول في المملكة باسم «هي» وبعد ستة أعداد توقفت تلك المطبوعة بعد ذلك. وقد أسهم فيها عدد من الكاتبات السعوديات وهن: د. خيرية إبراهيم السقاف ورقية حمود الشبيب وحصة محمد التويجري وفريال كردي وغيرهن. وكما سبق فقد عملت رئيساً لتحرير مجلة اليمامة من عام 1386هـ وحتى عام 1397هـ وتعاون معي إخوة كرام عبد الرحمن فهد الراشد ومحمد الخضير ومسفر سعد المسفر ومحمد علوان في مجالات النشر والمطبوعات.
وأجريت أحاديث صحفية أعتز بها مع كل من الملك فهد رحمه الله ومع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز حفظه الله «ولي العهد آنذاك»، ومع النائب الثاني سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز. وسمو الأمير نايف رحمهما الله ثم هناك أحاديث مع عدد من الرؤساء العرب.
وبحكم عملي الإعلامي، طفت معظم مناطق بلادي الغالية مع عدد من الزملاء من رجال الصحافة مثل عبدالله بن إدريس وحمود البدر ومحمد العجيان، وعبدالمجيد شبكش وتركي السديري ود. هاشم عبده هاشم وعثمان العمير وعبدالعزيز حسن العمران وعبدالله خياط وحامد مطاوع وعبدالرحمن المعمر وحسن قزاز وفهد العيسى وخالد المالك وخليل الفزيع. ومحمد بن عباس وراشد فهد الراشد ومحمد الوعيل، وزرت في الداخل مناطق الأحساء وعسير والقصيم وحائل والزلفي ووادي الدواسر والسليل وأطراف الربع الخالي. ثم عالية نجد والمدينة المنورة، والطائف، وكتبت عن معظم هذه البلاد لأنني أدرك أن مهنة الصحافة - مثل الزراعة تتجمد وتموت وتتخشب بدون حركة وحيوية وتطلع!! وحضرت عدداً من مؤتمرات القمة العربية في كل من القاهرة والمغرب والجزائر وتونس وقد سافرت إلى مصر في وقت مبكر من حياتي الصحفية وتعرفت على الأستاذ أحمد بهاء الدين وأنيس منصور ونجيب محفوظ ويوسف السباعي وأمل دنقل والأبنودي. وكذلك زرت كل من الباكستان والجزائر ضمن الوفد الإعلامي المرافق للملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله -. وزرت ضمن وفد إعلامي مصاحب للملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - مصر والسودان. وأجريت حديثاً مع الرئيس النميري وزرت باب المندب في اليمن وغور الصافي في الأردن عندما قمت مع الأخ عثمان العمير بزيارة لقواتنا السعودية المرابطة على الحدود مع العدو الإسرائيلي هناك، وقد كدنا أن نهلك وأن نذهب ثمناً لشجاعتنا الصحفية وذلك عندما حامت أكثر من عشر طائرات معادية فوق رؤوسنا - وكذلك أثناء جولتنا في منطقة الكرامة فقد أطلقت النار علينا من عناصر فدائية قريبة وقد احتمينا بسيارتنا الأردنية - وتعرفت على سليمان عرار رئيس تحرير جريدة الرأي الأردنية.
رئيسا لجمعية الثقافة والفنون
وفي عام 1397 هـ (1977م)تلقيت دعوة كريمة من سمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - لتولي رئاسة مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وكان ذلك ثاني مجلس إدارة للجمعية يعد مجلس الإدارة برئاسة الشاعر سمو الأمير بدر بن عبد المحسن، وقد عملت بالجمعية حتى عام 1427هـ (2009م) وقد أصبح لها للجمعية 14 فرعاً في أنحاء المملكة وعدد من المراكز الثقافية ويصدر عنها عدد من المطبوعات. بالإضافة إلى إشرافي على نادي القصة السعودي الذي يعمل داخل الجمعية.
وقد عملت مع نخبة لا تنسى في الجمعية والجنادرية مثل د.عبد الرحمن السبيت والأخ فيصل المعمر وسعد أبواثنين وفي الجمعية يوسف الحميدان وأحمد السعد وعبد الله المعيقل وعبد الله الجار الله وعبدالله البريه وخالد الهزاني ومحمد الميمان وعشرات من الرجال. وأشرف على مجلة التوباد الدورية برئاسة شيخنا أبوعبدالرحمن ابن عقيل وملاحقها الفنية والثقافية. وكذلك على مجلة الجيل وملحقها الشهري للطفل والتي عمل معي فيها الإخوان سلمان العقيلي وتركي الدخيل ومحمد العجلان وناصر الحميدي وعدد آخر من الصحفيين وقد نجحت وتمددت توزيعا - وقد تعاون معنا الإعلامي المبدع محمد العمرو والملحق الإعلامي السعودي في الكويت وانتشرت هناك، وكذلك سلسلة المكتبة السعودية التي كنت أشرف عليها.
السمات الشخصية
هل من الممكن أن تحدثونا عن أبرز الجوانب والسمات في شخصيتكم؟
العمل هو أجمل شيء في الوجود بعد عبادة الله سبحانه وتعالى وقد وفقني الله إلى العمل دائماً ولعلها ميزة وطبع أعتز به وهو حبي للعمل - سواء يوم أن كنت في الصحافة أو اليوم في عملي الحكومي الرسمي الذي أتشرف به - وأنا فعلاً أعتبرها فرصة جميلة تلك التي أتاحها لي ذلك الأمير الإنسان الذي فجعنا بفقده إنه سمو الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله رحمة واسعة - عندما أتاح لي فرصة العمل معه والاستفادة من خبرة سموه الإدارية والثقافية والإنسانية - ولا أنسى سؤال سموه - رحمه الله - كل يوم بواسطة التليفون عن والدي عندما كان على فراش المرض وهو مع والدته المريضة - رحمها الله - خارج البلاد وواصلت العمل مع أخيه الكريم الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الذي كان رئيساً لرعاية الشباب وسمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد الشاب المتطلع إلى كل خير لخدمة هذا الوطن.. ولقد حظيت بنفس الاهتمام والمتابعة من سموهما.
أقول الصدق إن أفضل فرصة حصلت عليها بتوفيق الله سبحانه وتعالى هي حب الوالدين وطاعتهما وخدمة وطني وخدمة الناس كل الناس وفي أي مكان، وحب الخير - هذا أكبر استثمار عندي والنماذج التي اقتدي بها لا تفارق روحي ونفسي، أقولها بكل صدق الرسول (صلى الله عليه وسلم) ثم صحابته ثم والدي ووالدتي والصالحين أجمعين. في هذا العصر لا تزال القراءة سيدة الموقف لدي في كل وقت مع ما يتخلل برنامجي اليومي من متابعات عملية وعائلية واجتماعية وكتابات ضرورية.
ليس لي صفات تخصني عن بقية البشر ولكني مثل كثير منهم أعمل ولله الحمد الخير دائماً وأحاول أن أخفيه عمن حولي، وأصبر على الأذى وأتأثر لمنظر الطفل وهو يبكي، وقد اهتز كياني لأطفال العرب في سوريا وفلسطين والعراق وهم يدافعون عن وجودهم بكل هذا الإقدام والشجاعة.
صداقات الماضي والحاضر كلها أحافظ عليها وأسعى إلى تنشيطها بالزيارات وحضور المناسبات دائماً تجدني مع شقيقي الوحيد «علي» نحاول الوصول والحضور إلى كل مناسبة فيها تجديد للأواصر مع الأسرة والمحافظة على كل الأصدقاء ومن كل الطبقات التي تشد أواصر المجتمع .. وتسألني عما خرجت به من رئاسة التحرير وعملي الحالي كلاهما - رئاسة للتحرير ومسؤوليات ضخمة لا استطيع أن أصف لك حساسيتهما - ولكن وبفضل الله فقد استطعت أن أكسب كل من حولي بالإقناع والصدق والإخلاص في العمل هو عنوان كل موقف، لقد وطنت نفسي ومن حولي على العمل وعلى الصداقة والود الذي أرجو أن يمتد - أعمل ذلك بشكل يومي وشبه إلزامي..!!
كل الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة © 1446-2025