تأسست في العصور الوسطى .. المكتبة الوطنية النمساوية .. ذاكرة أوروبا والأجمل عالميا ً !

تقرير خاص

هي من أعظم وأجمل مكتبات العالم، تتميز وتشتهر بكونها أهم مركز توثيق في أوروبا وأغنى مكتبة في النمسا بمحتوياتها، وبفضل هذه الميزات الرائعة تحولت لمركز يجذب العديد من السياح والزوار من داخل وخارج النمسا. نتحدث عن المكتبة الوطنية النمساوية التي تم تأسيسها في العصور الوسطى بناء على أمر من الإمبراطور شارل السادس (1685-1740) من آل هابسبورغ., وكانت تسمى مكتبة البلاط أو مكتبة المحكمة حتى سنة 1920م.

وصف المكتبة

تقع المكتبة في قصر هوفبورغ, وهي من أقدم المكتبات في فيينا تم تأسيسها في القرن الخامس عشر كمحاولة منهم لتثقيف الشعب النمساوي وترسيخ ثقافته وتقاليده رغبة ً منهم في السيطرة على العالم. وقد بنيت مكتبة البلاط لتكون أول مكتبة عظيمة عامة في ذلك الجزء من العالم، وهي تحفة من المعمار الباروكي النمساوي. يبلغ عرض القاعة الكبرى حوالي (255) قدماً، وطولها (47) قدماً، وارتفاعها (64) قدماً. وفي الوسط، يمتد صحن المكتبة في شكل بيضاوي مساحته (95) قدماً وارتفاعه (29) متراً، تعلوه قبة قياسها (96) في (59) قدماً. وعلى كلا المدخلين، يوجد عمودان من الرخام الثقيل المدع ّ م للقبة. وبصرياً ينقسم المبنى إلى جناحين يعرف أحدهما بجناح السلام والآخر بجناح الحرب. هذا المبنى العظيم، يحوز على إعجاب الزائرين قبل أن ينتقلوا إلى رفوف الكتب ونوادر المحتويات.

تتميز المكتبة الوطنية في فيينا بطابعها العمراني الفريد، الذي يعكس الفن الباروكي الذي كان سائداً في العصور الوسطى، فنجدها من الخارج والداخل ذات تفاصيل جمالية كثيرة جعلتها فريدة، ففي داخل المكتبة تغلب النقوش والرسومات الجدارية على كامل المكتبة، وما تبقى من جدرانها تحول لرفوف مكتبية تضم الكتب ترتفع إلى أعلى سطحها، كما نجد سطحها وبالضبط قبتها تضم رسومات تناقش فترة حكم الملك لويس.

إن الروعة الفائقة للمكتبة تحبس الأنفاس مرة بعد مرة. فقبل أن تصل يداك لمحتويات المكتبة تبهرك مكوناتها عندما تعبر بهو يؤدي إلى قاعة واسعة كانت مخصصة أساساً لدروس الفروسية، من هناك يصل إلى سلم ضخم مزين بنقوش قديمة من تراث الأقاليم الجنوبية للإمبراطورية يؤدي إلى القاعة العظيمة (قاعة الاحتفالات). قد تكون قاعة لابراوست في المكتبة الوطنية بباريس في ريو دي ريشيليو أكبر من هذه، والقاعة الدائرية المكتملة في المتحف الوطن أكثر إبهاراً، إلا أن القاعة العظيمة ذات الزخارف الباروكية الرائعة في مكتبـة النمسا الوطنية لا تزال أكثر إبهاراً من جميع قاعات المكتبات في أوروبا.

كتب ووثائق ومخطوطات نادرة

تمت إعادة تسمية المكتبة إلى «مكتبة النمسا الوطنية» في عام 1918. فمع عدد الكتب التي تبلغ 7.5 مليون كتاب ووثيقة تشمل على (7.866) من الكتب المطبوعة في المراحل الأولى لفن الطباعة قبل 1500م، (65.821) مخطوطة، لتصبح مكتبة البلاط بذلك مؤسسة هائلة تتجاوز قصر هوفبورغ، لتحتل الجزء الأكبر من القصر الجديد ودير أوغسطين، وتمتد إلى متحف ألبرتينا، وفي عام 1992 تم تصميم هيكل جديد للمكتبة يسمح بإضافة 4 ملايين مجلد.

وقد جمعت محتويات المكتبة من كامل أنحاء العالم وهي كتب تتحدث عن النمسا في جميع جوانبها الاقتصادية والتاريخية والاجتماعية والثقافية. كما نجد أيضاً العديد من الوثائق التي تم جمعها حتى تجمع لديها مئات المخطوطات الجديدة منذ القرن الرابع حتى يومنا هذا، بالإضافة للعديد التي لم تفهرس، وقامت المستشرقة الألمانية من التوثيقات الإعلانية الحديثة، كما نجد الكثير من الخرائط التي تم جمعها مند القرن السابع عشر وقد لا يكون لها مثيل في العالم، وأيضاً  جميع الأبحاث والمراجع الجامعية النمساوية. 

المكتبة الوطنية النمساوية ليست مجرد مكتبة بل كانت قصراً للعديد من الملوك ولهذا فالزائر يمكنه التجول داخل المكتبة والتمت ّ ع بجمال التصميم والنقوش ومشاهدة أبرز مقتنياتها والتحف الفنية الموجودة وسوف يجد محبو القراءة ملايين الكُتب التي تم كتابتها قبل عقود طويلة من الزمن وصنفت على أنها من أقيم وأندر المخطوطات والكتب في جميع المجالات.

مخطوطات عربية

ظلت المكتبة النمساوية تحتفظ بمئات المخطوطات العربية والتركية والفارسية، وبقيت مغمورة إلى بداية القرن التاسع عشر؛ حيث قام المستشرق الألماني (جوستاف فلوجل) بفهرسة محتويات هذه المكتبة، ونشر فهرسه هذا في ڤيين َّ ا سنة (1865م) في ثلاثة مجلدات. واستمرت المكتبة في جمع متفرقات من التراث حتى تجمع لديها مئات المخطوطات الجديدة التي لم تفهرس، وقامت المستشرقة الألمانية (هيلين لوبينشتاين) بفهرسة ما لا يوجد في فهرس (فلوجل) فجاء فهرسها في مجلد يحتوي ما يزيد على (500) مخطوط، ونشر في ڤيين َّ ا وتعد فهارس المكتبة الوطنية النمساوية من الفهارس النادرة؛ حيث مضى على فهارس (فلوجل) ما يزيد على (140) سنة، وكذلك مضى على نشر فهارس (هيلين) ما يزيد على ثلاثين سنة، ولم تنتشر في البلاد العربية، حتى تصدى الباحث محمد عايش موسى لمهمة تعريب هذا الفهرس؛ ليكون نقطة انطلاق للمحقق العربي في نشر كنوز هذه المكتبة التي لم ينشر منها إلا القليل.

المراجع

ويكيبيديا

الموقع الرسمي للمكتبة

مؤسسة سقيفة الصفا العلمية، جدة

موقع تورنا السياحي

دار المنهاج للنشر والتوزيع